farah
نقاط التميز : 10 عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: حوار مع الشيطان الأحد يناير 03, 2010 11:20 pm | |
| حوار مع الشيطان الرجيم
حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما
سمعت أذان الفجر أردت للذهاب الى المسجد
فقال لي : عليك ليل طويل فارقد .
قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة .
قال : الأوقات طويلة عريضة .
قلت : أخشى ذهاب صلاة الجماعة .
قال : لا تشدد على نفسك في الطاعة .
فما قمت حتى طلعت الشمس ..
فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله
أوقات ، وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار .
فقلت : أشغلتني عن الدعاء .
قال : دعه إلى المساء .
وعزمت على المتاب ،
فقال : تمتع بالشباب !
قلت : أخشى الموت .
قال : عمرك لا يفوت .
وجئت لأحفظ المثاني
قال : روّح نفسك بالأغاني .
قلت : هي حرام .
قال : لبعض العلماء كلام !
قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة .
قال : كلها ضعيفة .
ومرت حسناء فغضضت البصر
قال : ماذا في النظر ؟
قلت : فيه خطر .
قال : تفكر في الجمال فالتفكر حلال .
وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق
فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
قلت : لاخذ عمرة .
فقال : ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار وأبواب
الخير كثيرة والحسنات غزيرة .
قلت : لابد من إصلاح الأحوال .
قال : الجنة لا تدخل بالأعمال .
فلما ذهبت لألقي نصيحة
قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة .
قلت : هذا نفع العباد .
فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد .
قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟
قال : أجيبك على العام والخاص .
قلت : أحمد بن حنبل ؟
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل .
قلت : فابن تيمية ؟
قال : ضرباته على رأسي باليومية .
قلت : فالبخاري ؟
قال : أحرق بكتابه داري .
قلت : فالحجاج ؟
قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته
ابتهاج ونهجه لنا علاج .
قلت : فرعون ؟
قال : له منا كل نصر وعون .
قلت : فصلاح الدين بطل حطين ؟
قال : دعه فقد مرغنا بالطين .
قلت : محمد بن عبدالوهاب ؟
قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب
وأحرقني بكل شهاب .
قلت : أبوجهل ؟
قال : نحن له أخوة وأهل .
قلت : فأبو لهب ؟
قال : نحن معه أينما ذهب !
قلت : فلينين ؟
قال : ربطناه في النار مع استالين .
قلت : فالمجلات الخليعة ؟
قال : هي لنا شريعة .
قلت : فالدشوش ؟
قال : نجعل الناس بها كالوحوش .
قلت : فالمقاهي ؟
قال : نرحب فيها بكل لاهي .
قلت : ما هو ذكركم ؟
قال : الأغاني .
قلت : وعملكم ؟
قال : الأماني .
قلت : وما رأيكم بالأسواق ؟
قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق .
قلت : فحزب البعث الإشتراكي ؟
قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي .
قلت : كيف تضل الناس ؟
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات
والأمنيات والأغنيات .
قلت : كيف تضل النساء ؟
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور
وارتكاب المحظور .
قلت : فكيف تضل العلماء ؟
قال : بحب الظهور والعجب والغرور
وحسد يملأ الصدور .
قلت : كيف تضل العامة ؟
قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث
السقيمة وما ليس له قيمة .
قلت : فكيف تضل التجار ؟
قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات
والإسراف في النفقات .
قلت : فكيف تضل الشباب ؟
قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام
والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام .
قلت : فما رأيك بدولة اليهود (إسرائيل) ؟
قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة وإسرائيل
دولة حبيبة ومن القلب قريبة .
قلت : فأبو نواس ؟
قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس .
قلت : فأهل الحداثة ؟
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة .
قلت : فالعلمانية ؟
قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني
ومن سماهم فقد سماني .
قلت : فما تقول في واشنطن ؟
قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن
وهي لي وطن .
قلت : فما رأيك في الدعاة ؟
قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون
ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت .
قلت : فما تقول في الصحف ؟
قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار
أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف .
قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب
والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم .
قلت : فما فعلت في الغراب ؟
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب .
قلت : فما فعلت بقارون ؟
قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز
لتفوز فأنت أحد الرموز .
قلت : فماذا قلت لفرعون ؟
قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس
لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر .
قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟
قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب
الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم .
قلت : فماذا يقتلك ؟
قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي
ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي .
قلت : فما أحب الناس إليك ؟
قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل
المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون .
قلت : فما أبغض الناس إليك ؟
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد
وزاهد عابد وكل مجاهد .
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب
كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !
مقاله كتبها | |
|